جرح لن يندمل ينزف دمه بغزارة ولن يتوقف فقد فات الأوان لتدارك ما يمكن تداركه لوقف هذا النزيف اللغوي. لغتنا الجميله لغة القرآن. لغة لن تضاهيها أية لغة في الدنيا.
هل يعقل أن تستبدل هذه اللغة وعلى مرأى منا وفي معقل دارنا بهذه البساطه؟
لننظر حولنا لنقرأ ما كتب على لافتات المحلات التجارية والأسواق المركزية (التي انتشرت في كل مكان لتقضي على آخر قرش بقي في جيوبنا).
أسماء أنجليزية بأحرف أنجليزية و كتبت بالعربي بنفس النطق الأنجليزي!
هل خلت لغتنا الجميلة من أية مسميات ذات مدلول معبر ولافت أم هو الجهل المدقع (و هذا هو المؤكد) بهذه اللغة العظيمة.
وهل يمكن أن تنقرض اللغة العربية؟ سؤال قد يبدو مستفزا لكنه مطروح في ظل تقارير اليونسكو التي تؤكد أن هناك مئات اللغات المهددة بالانقراض. البعض قد يتعامل مع السؤال باستخفاف ويعتقد ببساطة أن لغة القرآن لا تنقرض وحمايتها مهمة إلهية، والبعض الآخر قد يأخذ الأمر بجدية ويرى أن الحفاظ على اللغة في الكتب مع جهل أبنائها بها يعتبر شكلا من أشكال الانقراض، لأنها تتحول مع الوقت إلى لغة تراثية ميتة. المشكلة أن هذه المخاوف أصبحت قريبة جدا منا بعد تدهور مستوى العربية في مدارسنا بحيث اصبح الطالب يصل إلى الجامعة وهو لا يعرف الفرق بين الاسم والفعل. ولم يعد كثيرون يخجلون وهم يعلنون أنهم لا يحبون العربية لأنها صعبة. فأين تكمن المشكلة؟ هل هي في المنهج أم في المدرس أم الطالب؟
كانت اللغة تفرض بقانون في الماضي نظرا لوجود صراع مع المستعمر، أما الآن فقد اختلفت الأمور لقد أصبحنا نهتم بأن يدرس أبناؤنا لغات اجنبية على حساب العربية من باب الوجاهة الاجتماعية». أشير إلى أن الظروف لم تختلف فهناك أخطار معاصرة يرى البعض أنها أشد وطأة من الاستعمار التقليدي، اعقب، فيعلق: « لحقيقة أن العولمة مثلا أشد وطأة بالفعل، لأن الاحتلال ظاهر أما العولمة فخفية نواجه آثارها دون أن نراها، لهذا لابد أن ندرك مدى أهمية تخريج جيل يتقن لغته الأم لكن الأمر في حاجة إلى ثورة تعليمية شاملة».