الاسير عبد العظيم عبد الحق .. محكوم بالسجن 33 عاما ..والدته تتمنى احتضانه قبل وفاتها

لم يكتف الإحتلال الإسرائيلي بتحقيق أهدافهم
التوسعية العدوانية على الشعب الفلسطيني في إستهدافهم للأرض الفلسطينية بل
مارس عليهم إجراءات تعسفية بحقهم لزرع الحسرة والألم في قلوبهم ، قتلت
ودمرت وأعتقلت دون رادع لها، ونتيجة لهذا العدوان الهمجي الذي يفتقد لأبسط
حقوق الإنسان والإنسانية جعلت في كل عائلة هما يسكن فيها ... فدمع وجراح
وآلآم وحرمان ... كلمات تلخص حياة عائلة الأسير عبد العظيم عبد الحق من
قرية قصرا جنوب شرقي نابلس التي دفعت ثمن سياسة محتل حاقد .

حسرتها ما بين ابنتها الشهيدة وزوجها المحكوم 33 عاما

لم تنته حكايتها بعد فمنذ عام 2000 وهي تتجرع الحزن والألم والحسرة، أصبحت
لا تشعر بحلو أيامها أو لحظات السعادة فيها "أم سيف عبد الحق" من قرية
قصرا والتي عاشت أيامها وسط معاناة متواصلة ما بين إستشهاد ابنتها وسجن
زوجها ، فكانت مثقلة بهمها لم يكن هذا خافيا علينا عند رؤية نظراتها
الحزينه لتحدثنا عن معاناة أسرتها قائلة :" هكذا أراد القدر فأكثر من عشر
سنوات وأنا أعيش حياة كلها معاناة ما بين بعد زوجي و ذاكرتي التي لم أستطع
نسيان إبنتي سارة والتي أستشهدت بتاريخ1/10/2000 على طريق نابلس- قصرا
عندما أطلق فطعان المستوطنين النار على السيارة التي كانوا يستقلونها هي
ووالدها وإبنة عمها أثناء ذهابهم الى مدينة نابلس لمعالجتها لتصاب بعيار
ناري في الرأس وإصابة إبنة عمها ، توقفت للحظات وكأنها تستذكر ذلك اليوم
لتعود بتكملة حديثها بدمعه قائلة:" كان عمرها سنتين" متسائلة " شو ذنبها
ليش الإحتلال يصر على تعذيبنا، وتكمل :" لم يتوقف عند استشهادها فلم يمض
شهرا الا وتم إعتقال والدها عبد العظيم عبد الحق بتاريخ 15/11/ 2000،
وتتابع حديثها وسط حرقة وحسرة أم شهيدة وزوجة أسير قائلة:" أكثر ما يؤلمني
إبننا الوحيد سيف الدين كان عمره عندما أعتقل والده عام والآن عمره 11 عام
ولم يشعر بإحساس حنان الأب الذي حرمه الاحتلال منه حتى كلمة "بابا "
يرددها بصعوبة وهذا ما يسبب لي معاناة وألما، صمتت لتعود وسط فيض من مشاعر
الحزن العميق بمناشدة الرئيس محمود عباس بأن يكون هناك إهتمام أكثر بقضية
الأسرى وإدراج إسم زوجها بين الأسماء خلال عملية تبادل الأسرى .

تاريخ عائلي ومراحل الإعتقال
ما
أصعب فراق الأحبة ، بدمعه حارقة بدأ أخيه "ربيع يكمل حديثه قائلا" : عبد
العظيم أعتبره إبني فأنا من قام بتربيته، وبعده عني شكلت ألما ووجعا في
القلب خصوصا عند رؤيتي إبنه سيف والذي أفضله على جميع أولادي علني أملأ
فراغ عدم وجود والده وأعوضه عن حنان والده، قالها بدمعة وتنهيده شعرنا
بلهيبها المحرق، صمت ليعود مرة أخرى يحدثنا عن مراحل إعتقاله قائلا:"عبد
العظيم معروف بوطنيته وحبه للأرض ، ولم يكن للمرة الأولى التي يتم إعتقاله
فيها من قبل الإحتلال فخلال الإنتفاضة الأولى تم إعتقاله عام 1988 وخلال
العمليه قام الجيش بإغلاق البيت بالطوب وشمعه لمدة ست سنوات وتم فتحه بعد
إتفاقية أوسلوا علما أن هذا البيت للأسرة ككل،" وبعدها أفرج عن عبد العظيم
عام 1991،وخلال نفس عام 1991 تم إعتقاله ليفرج عنه عام 1993 ، وبعدها مارس
حياته الى ذلك التاريخ ليحكم عليه بالسجن لمدة 33 عاما مضى من محكوميته 11
عام فقط ، ويكمل "ربيع " لم تتوقف معاناتنا مع الإحتلا ل الى الاستشهاد بل
إعتقال كل أخوانه الستة وإبن اخيه الموجودين في البيت خلال عملية إعتقالهم
لعبد العظيم عام 2000 فهناك من تم سجنه لعدة أيام وهناك لسنتين وهناك
لأربع سنوات ، وما زال عبد العظيم داخل السجون الإسرائيلية ، ويضيف "ربيع"
أن عنجهية الإحتلال لم تتوقف عند الإعتقال بل قاموا بقصف البيت وتدمير
أثاثه خلال هذه العملية ،

لتقاطعه الكلام والدته التي سخرت كل قواها دون كلل أو ملل لمواجهة
الإحتلال , وسار بها الزمان , فهو بالطبع لا ينتظر أحدا على أعتابه ,
ليتقدم بها العمر راسما تاريخ معاناتها تجاعيدا مرهقة تخيم على ملامحها ,
لكن ذلك لم يثنها عن مواصلة السيربصبرها , وإن أمست بقدمان متعبتان , فهذا
ما لمسناه في وجه الحاجة والدة الأسير عبد العظيم ذو 84 عاما والتي أخذت
تحدثنا عن معاناة ذاكرة كم عانت مع الإحتلال وماذا رأت منهم من تعذيب
لأبنائها, وكم ضحت وناضلت من أجل أرضها وحماية أبنائها الى أن إنتهى بها
المطاف لتحدثنا عن حنينها المفجع لولدها عبد العظيم لتعجز تعبيراتها عن
جبروة مشاعرها الجياشة نحوه , مشيرة بكلمات يتيمة لشوقها القاتل لرؤيته
وإحتضانها له قائلة:" اتمنى من الله ان أراه قبل أن تخرج الروح لباريها "
.

لك جزيل الشكر

بارك الله فيك

» حكم قول صدق الله العظيم هل هي سنة أم بدعة
» النمل الذي يهدد امريكا شي عجيب...سبحان الله العظيم .~*
» إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك